يعوّل المنتخب الالماني، الذي يخوض نهائيات كأس العالم لكرة القدم على ارضه وبين جمهوره، على لاعبه المحنك ميكايل بالاك ليقود الفريق الذي تنقصه الخبرة
لتحقيق إنجاز عالمي. وبذل مدرب "المانشافت" يورغن كلينسمان جهداً لافتاً منذ تولى مسؤولياته خلفا لرودي فولر بعد عروض سيئة في نهائيات كأس الامم الاوروبية "البرتغال ـ 2004". ولكن اللاعبين يتعرضون لضغوط هائلة من جمهورهم الذي لن يقبل من كأس العالم بديلا. وسيتعين على المنتخب الالماني بذل جهود كبيرة في مواجهة اقوى المنتخبات العالمية خلال النهائيات. وعلى رغم ان المانيا لم تفز على أي من المنتخبات القوية منذ عام 2000، فانها خسرت بشكل مشرف 2 ـ 3 امام المنتخب البرازيلي القوي في نصف نهائي كأس القارات.
ويرى اسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه ان مفتاح فوز المانيا بكأس العالم يكمن في تحمل لاعبيه الضغوط خلال النهائيات. وقال بيليه: "قلت لصديقي فرانتز بكنباور، تملك المانيا منتخبا قويا وشابا، لكن عليكم ان تنتبهوا الا تكون الضغوط كبيرة جدا على هذا الفريق. تقام كأس العالم المقبلة في المانيا والبلد باسره يتطلع الى احراز المنتخب اللقب العالمي، لكن بعض اللاعبين قد يواجهون ضغوطا كبيرة ولن يستطيعوا تحملها مما سيرتد سلبا على ادائهم". واشاد بيليه بثلاثة لاعبين في صفوف المنتخب وهم لوكاس بودولسكي وباستيان شفاينستايغر وقائده بالاك، وقال: "بودولسكي لاعب سريع ويتميز ببرودة الاعصاب امام المرمى وتقنية عالية، على حين ان شفاينستايغر موهبة كبيرة واعجبني كثيرا خلال كأس القارات".
ولا تزال أسباب تراجع الكرة الألمانية غير واضحة حتى الآن. ويطرح بعضهم علامات استفهام حول هذا التراجع بوجود عدد هائل من اللاعبين يفوق الـ5 ملايين لاعب؟ ويستاءل بعضهم: هل من المعقول انه لا يمكن إيجاد 22 لاعباً على الأقل في مستوى المنتخبات الالمانية السابقة؟ ويبدو ان أفول نجومية اللاعبين وضعف الدوري المحلي وقلّة اللاعبين الألمان الذين يلعبون في البطولات الأوروبية الرئيسية القوية كالدوري الايطالي والاسباني وراء هذا التراجع. ولعل الاستعانة بخدمات اللاعب الغاني الأصل جيرالد اسامواه ضمن المنتخب الالماني هي علامة استفهام كبيرة بحد ذاتها؛ فأين جيل النجوم الجديد بعد كلينسمان وماتيوس وكارل هاينتز ريدله وبيرهوف؟
وما يطمئن الجمهور الالماني نسبياً هو ظهور منتخب بلادهم بمستوى مقبول في كأس القارات الأخيرة بفضل خط هجومه، لكن ذلك لم ينف وجود مشاكل حقيقة في خط الدفاع. وتنحصر مهمة المدير الفني كلينسمان في الحفاظ على المعنويات التي حصل عليها لاعبوه على أمل ان يرتفع مدافعوه الذين تعوزهم الخبرة الى مستوى الحدث.
وهنالك لاعب واحد فقط يتمتع بلمسات الكبار في منتخب المانيا وهو بالاك الذي قاد منتخب بلاده الى نهائي كأس العالم الماضية في كوريا واليابان رغم انه لم يشارك في المباراة النهائية بسبب وقفه. وبين ميزات المنتخب الالماني انه يرقى بمستواه أثناء البطولات الكبرى كما يعرف عنه انه فريق مقاتل أكثر منه صاحب مهارات، ولكن ذلك لم يمنعه من الفوز بالقاب عدة.
ويرى بعض النقاد ان الحارس المرمى المخضرم اوليفر كان لا يزال يمثل حاجة ضرورية في حراسة المرمى، علما ان اشكالات تواجه كلينسمان في اختيار الحارس الأساسي إذ ينافس حارس بايرن ميونيخ المخضرم على مركزه حارس الارسنال الانكليزي ينيز ليمان. واختار مدرب المنتخب ونجمه السابق يورغن كلينسمان مبدأ التناوب بين الحارسين في المباريات الاعدادية. وحرس ليمان مرمى المنتخب الالماني ضد سلوفاكيا في براتيسلافا، ومع جنوب افريقيا، في بريمن، ثم ضد فرنسا في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في باريس، بينما تولى كان المهمة امام تركيا، في اسطنبول، في 8 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وامام الصين، في هامبورغ، في 12 منه. وكان سيب ماير حارس مرمى منتخب المانيا في مونديال 1974 دعا كلينسمان الى التوقف عن التغيير في مركز حراسة المرمى معتبرا ان "اوليفر كان هو من دون شك الحارس رقم احد"، لكن كلينسمان اكد انه لن يعلن اسم الحارس الاساسي للمنتخب الا قبيل انطلاق كأس العالم. وربما يكون كريستوف ميتزلدر عامل الدعم في صفوف الدفاع الالماني بعد ان تعافى من اصابة في القدم كادت ان تنهي مشواره في ملاعب كرة القدم. وفي الهجوم يبرز المهاجم الشاب لوكاس بودولسكي الذي تعول عليه المانيا للاضطلاع بنفس الدور الذي قام به الانكليزي واين روني في كأس الامم الاوروبية "البرتغال ـ 2004".
ويعاني كلينسمان مشاكل في خط الوسط وهي انه عادة ما يطلب من بالاك ان يلعب متأخرا بالقرب من المدافعين عندما يلعب المنتخب الالماني امام فرق قوية مما يحد من انتاجه الهجومي. ومن الواضح ان المانيا تحتاج الى لاعب يجيد الاختراق ويتمتع باللمسات الابداعية الغائبة. ومن الممكن ان يحصل الكسندر ماير لاعب اينتراخت فرانكفورت على فرصته في هذا المجال. وتاريخياً امتلك المنتخب الالماني سلاحا قويا، هو العزيمة الصلبة والقدرة على قلب الخسارة الى تعادل او فوز في أي وقت وخاصة الدقائق القاتلة، على غرار مباراته التاريخية امام فرنسا في الدور نصف النهائي من مونديال 1982، والتي اعتبرت بين الاجمل في تاريخ كؤوس العالم، علماً ان المونديال الإسباني شهد "نقطة سوداء" في سجل المنتخب الالماني بالمونديال وذلك بعد مباراته "المؤامرة" امام النمسا، والتي سعى فيها للانتقام من المنتخب الجزائري، الذي هزمه 2 ـ 1، وكاد يخرجه من الدور الاول.
وبين ابرز النجوم الذين انجبتهم الملاعب الالمانية، اوفي زيلر، فرانتز بكنباور، كارل هاينتز رومينيغه، بول برايتنر، لوثار ماتيوس، سيب ماير، بيار ليتبارسكي، كلاوس الوفس.
وتلعب ألمانيا، ضمن المجموعة الأولى إلى جانب بولندا والإكوادور وكوستاريكا، وتبدو حظوظها وافرة لتتصدر مجموعتها، وبلوغ الدور الثاني حيث ستبدأ حسابات من نوع آخر لأبناء بكنباور.
واعتاد الالمان ظهور منتخبهم بمستوى مميز في بطولات كأس العالم؛ فهو بلغ نهائي كأس العالم 7 مرات وأحرز اللقب 3 مرات، وخسر 4 مرات في المباراة النهائية بينها عام 2002. وتحقق احد هذه الانتصارات في البطولة التي استضافتها المانيا عام 1974، فهل سيكون فريق كلينسمان قادرا على تحقيق انتصار مماثل هذه المرة؟"
موضوع: ألمانيا تعوّل على بالاك في مواجهة ضغط الأرض والجمهور 
الإثنين ديسمبر 07, 2009 1:17 pm
