لم تنل نتيجة القرعة النهائية لبطولة كأس العالم 2010
من ثقة الأسترالي جيسون كولينا وعزيمته، رغم أنها أوقعت منتخب بلاده في
مجموعة صعبة إلى جانب كل من ألمانيا وغانا والصرب. فبعد الإنجاز التاريخي
الذي حققه نجوم أستراليا سنة 2006 ببلوغهم دور دور الستة عشر في ألمانيا،
يؤكد لاعب خط وسط المنتخب الأسترالي أن الفريق قادر على تحقيق سجل أفضل في
جنوب أفريقيا العام المقبل.
ومنذ مشاركته الأولى مع المنتخب الأسترالي أوائل عام
2005، أصبح كولينا ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق الأول، حيث لعب مع
المنتخب جميع المباريات الأربع التي خاضها في كأس العالم 2006، بالإضافة
إلى المواجهات الأربع التي شارك فيها الفريق خلال نهائيات بطولة الأمم
الآسيوية 2007AFC .
ورغم أن كولينا يتمتع بمهارة فردية عالية وحس كروي على
أعلى مستوى، إلا أن إسهاماته الجليلة في خط الوسط الأسترالي مازالت لم تحظ
بكل الإهتمام الذي تستحقه وإن كانت مشاركته في الفريق مسألة لا غبار عنها،
سواء تعلق الأمر بالتشكيلة الأساسية التي كان يعتمدها المدير الفني السابق
جوس هيدينك أو المدرب الحالي بيم فيربيك.
تفاؤل كبير
لا يخفي كولينا تفاؤله
بشأن حظوظ أستراليا أمام خصومها في أول عرس كروي عالمي يقام على أرض
أفريقية، إذ يقارن المجموعة التي سيلعب فيها منتخب بلاده خلال نهائيات
جنوب أفريقيا 2010 بتلك التي وقع فيها المنتخب قبل ثلاثة أعوام ونصف في
ألمانيا. وقد صرح النجم الأسترالي قائلاً: "عندما ألقيت أول نظرة على
القرعة، ظننت أن المجموعة صعبة للغاية. ولكن إذا قارنت خصومنا الحاليين
بالمنتخبات التي واجهناها آخر مرة، فلن تجد فرقاً كبيراً. فقد واجهنا
البرازيل التي يمكن مقارنتها بألمانيا، ثم تعين علينا اللعب أمام كرواتيا
التي يمكن مقارنتها بالصرب، ثم واجهنا اليابان التي ربما لا تختلف كثيراً
عن غانا. لن تكون المهمة سهلة على الإطلاق، لكننا نعلم أن لا وجود
لمباريات سهلة في كأس العالم."
ويتحرق كولينا شوقاً لاختبار مهاراته وإمكانيات فريقه
أمام الماكينة الألمانية، حيث ستفتتح أستراليا مشوارها في العرس الأفريقي
أمام نجوم المانشافت. وقد كان قائد خط وسط الأسترالي ضمن التشكيلة
الأساسية للفريق الذي خسر بشق الأنفس بنتيجة 4-3 أمام مستضيف بطولة كأس
القارات 2005 FIFA، وهي آخر مباراة جمعت بين المنتخبين. وقد أعرب جيسون عن
تطلعاته بالقول: "سيكون تحدياً كبيراً، خاصة تلك المباراة الأولى أمام
ألمانيا، إذ يتعين علينا تحقيق نتيجة إيجابية وهي مباراة حاسمة بالنسبة
لمشوارنا."
وكانت أستراليا قد بلغت ثمن نهائي كأس العالم ألمانيا
2010 ، قبل أن تسقط في الوقت بدل الضائع بهدف قاتل من ركلة جزاء.
وأوضح نجم المنتخب الأسترالي في هذا الصدد "لقد لعبنا سوية لمدة طويلة
وأغلب اللاعبين اكتسبوا الكثير من الخبرة والتجربة من مشاركتهم السابقة في
كأس العالم. صحيح أننا أكبر سناً من السابق ولكننا نملك كذلك نضجاً كروياً
أكثر من أي وقت مضى. وأعتقد بصراحة أنه بإمكاننا تحقيق نتائج أفضل من
المرة السابقة."
عودة إلى الأصل
بعدما بلغ قمة عطائه
الكروي عن سن تناهز 29 عاماً، قرّر كولينا شد الرحال والعودة إلى الديار
بعد مسيرة احترافية حافلة بالألقاب والإنجازات امتدت لأربعة مواسم مع نادي
إيندهوفن الهولندي. وقد أثار قرار نجم الوسط الأسترالي استغراب العديد من
المراقبين لا سيما وأن الأندية في أستراليا أصبحت تعاني من هجرة اللاعبين
المحليين (أكثر من 100) إلى مختلف الدوريات الأوروبية. ومع ذلك، يبدو أن
عودة كولينا إلى أرض آبائه وأجداده أصبحت شاهدة على فترة ذهبية جديدة في
مشواره الرياضي، بالنظر إلى تألقه اللافت مع نادي جولد كوست يونايتد في
منافسات الدوري الممتاز للمحترفين.
ونجح ابن (برانكو) مدرب نيوكاسل جيتس في قيادة ناديه
الجديد إلى قمة الهرم الكروي في أستراليا، حيث حقق مع يونايتد انتصارات
باهرة وإنجازات متميزة في الموسم الحالي، إذ صرح بشأن المرحلة الجديدة في
مسيرته الكروية قائلاً: "إنني أستمتع بهذه التجربة الرائعة في الدوري
الأسترالي. لا أحد يشك في كون هذا الدوري أقل مستوى من الدوريات الأوروبية
ولكننا نسير في الطريق الصحيح ولطالما عبّرت عن إيماني بمؤهلات دورينا."
ولكن ما يشغل بال العديد من النقاد هو إمكانية مواجهة
بعض المشاكل المتعلقة بلياقة اللاعبين المحليين علماً أن منافسات الدوري
الأسترالي للمحترفين ستنتهي في شهر مارس/آذار المقبل، أي على بعد ثلاثة
أشهر من انطلاق نهائيات جنوب أفريقيا 2010، وهو أمر قد لا يصب في مصلحة
كولينا وبعض اللاعبين المرشحين للإنضمام إلى المنتخب أمثال مايل
ستيريوفسكي وكريس كوين وجريج مور. ولكن قائد خط وسط جولد كوست لا يرى في
ذلك "أي مشكلة" بخصوص جاهزيته.
وعلى أية حال، فإن المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة
كفيلة بإماطة اللثام عن مدى استعداد كولينا وزملائه لمقارعة عملاق عالمي
بحجم المنتخب الألماني حيث ستكون أرضية ملعب موزيس مابهيدا مسرحاً للموقعة
المرتقبة يوم 13 يونيو/حزيران 2010.