سبيكتور يعود بعد طول غياب

لا مفر من الإصابات في كرة القدم. ومع تزايد إيقاع اللعبة
يوماً بعد يوم ومع تسارع وتيرة استلام الكرة وتسليمها، وضيق المساحات على
أرض الملعب أضحى العبء الملقى على العامل البدني في زيادة مستمرة. وصار من
المحتم أن يتعرض كل لاعب لإصابة ما عاجلاً أو آجلاً. وفي حين يكون حظ
البعض سعيداً بألا تتعدى إصابتهم شداً عضلياً أو كدمة مؤلمة، يسقط غيرهم
في دوامة لا تنتهي من الإصابات المتتالية، التي تضطرهم للابتعاد طويلاً عن
الملاعب، وتحتاج منهم إلى الكثير من القوة العقلية والإنضباط. ويتحدث لاعب
الولايات المتحدة الأمريكية وويستهام جوناثان سبيكتور لموقع FIFA.com عن تجربته الشخصية مع الإصابات الكبيرة، والفترات الطويلة المريرة التي قضاها خارج الملاعب.


كان سبيكتور، البالغ من العمر 23 سنة، في أحسن حالاته
عندما أذهل الأمريكيون العالم بوصولهم للمباراة النهائية في كأس القارات
جنوب أفريقيا 2009 FIFA في شهر يونيو/حزيران الماضي، ولكن مشجعي المنتخب
الأمريكي كان لهم عذرهم عندما ظنوا أن ذلك المدافع القوي الأشقر هو عضو
جديد في فريق بوب برادلي. لقد كانت بداية سبيكتور في أول مشواره مع فرق
الشباب تبشر بمستقبل واعد، ولكنه لم يتمكن من المشاركة في المباريات طوال
عام 2006 ومعظم عام 2008، لوقوعه في سلسلة لا تبدو لها نهاية من الإصابات
القاسية التي أبعدته عن دائرة الضوء في معظم أوقات المواسم الثلاثة
الأخيرة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.


وقال سبيكتور لموقع FIFA.com، بعد أن
قدم أداءً ممتازاً في الدور قبل النهائي من كأس القارات جنوب أفريقيا FIFA
2009، أمام المنتخب الأسباني المصنف الأول على العالم: "ليس من السهل على
أي لاعب أن يضطر للإبتعاد بسبب الإصابة، ولا يكون لديه ما يفعله سوى
مشاهدة ما يجري دون أن يشارك فيه. عندما يكون المرء مصاباً فإنه يكون في
حالة من انعدام الوزن، ويكون من الضروري عليه أن يحافظ على قوته. يجب أن
يركز على تلك المهمة الشاقة غير الممتعة التي تتمثل في استعادة لياقته.
ولكن أكثر ما يهم رغم ذلك هو ألا تغيب أهدافه عن ناظريه ويجب أن يبقى
مدركاً دائماً لما يحتاج أن يفعله عند عودته إلى الميدان."


وظهر سبيكتور لأول مرة مع منتخب ناشئي الولايات المتحدة
الأمريكية عام 2003، ولعب إلى جوار فريدي آدو في كأس العالم تحت 17 سنة
فنلندا FIFA، ولفت الأنظار لدرجة أن السير أليكس فيرجيسون سافر ليضم ذلك
الشاب الذي لم يكن قد جاوز السابعة عشرة من العمروابن ضواحي شيكاجو
الصاخبة إلى مانشستر يونايتد. وبعد أن أصبح أول لاعب أمريكي صغير السن
يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2004، بدأ هجوم الإصابات الغادرة.
فبالإضافة إلى سلسلة متتالية من إصابات الورك، عانى من خلع في الكتف جعله
يفقد فرصة مؤكدة للمشاركة مع منتخب الولايات المتحدة في كأس العالم
ألمانيا FIFA 2006. ثم أضاعت عليه إصابات العظم ألعاب بكين الأولمبية
2008، وأبقته سلسلة مزعجة من الرضوض بعيداً عن الأحداث مؤخراً. ومع تزايد
الوقت الذي كان يقضيه في العلاج، أخذ وقته مع المنتخب الوطني الأمريكي
يتناقص باستمرار. فكان آخر ظهور له مع المنتخب في بطولة الكأس الذهبية
CONCACAF التي تألق فيها عام 2007 ثم ابتعد طوال عام 2008، وكان عليه أن
يجاهد من أجل العودة في 2009 – وهو ما نجح في فعله.


ضرورة التركيز
ويقول المدافع الباسل
متعدد القدرات، والذي وصفه الكابتن كارلوس بوكانيجرا بأنه "قطعة محورية"
في خط دفاع الولايات المتحدة الأمريكية: "أحياناً تقود الإصابة إلى إصابة
أخرى، ولا ينبغي أن يستسلم المرء للأمر."


ولأنه لم يتمكن من إظهار قيمته الحقيقية لفيرجيسون في
مانشستر، أعير إلى تشارلتون في موسم 2005/2006 – حيث ضمن لنفسه مكاناً
ثابتاً في الفريق الأول – واشتراه ويستهام يونايتد في النهاية، حيث واصل
كفاحه مع الإصابات من البداية في مستهل موسم 2006/2007. وبعد أن كان قد
لعب مع مانشستر يونايتد في ثماني مباريات فقط، أصبح الوقت الذي يقضيه على
أرض الملعب في صفوف الفريق الذي يدربه جيانفرانكو زولا يطول شيئاً فشيئاً.


ويضيف اللاعب الذي نضج قبل الأوان: "أعتقد أنني تجاوزت
المحنة الآن. لقد عشت بعض الأوقات العصيبة، ولكني لم أشعر أبداً بالأسف
على نفسي. أعتقد أنني الآن لاعب أقوى، وشخص أقوى وكل ما أفكر فيه الآن هو
العودة إلى أرض الميدان وإعادة بناء نفسي من أجل النادي ومن أجل الفريق
الوطني".


ويتوق مدرب الولايات المتحدة الأمريكية بوب برادلي أيضاً
إلى عودة سبيكتور إلى القائمة الأساسية للفريق، حيث يقول: "إنه لاعب جانبه
الحظ من الناحية الصحية، ولكنه عندما كان معنا أظهر أنه يتمتع ببعض
المزايا المهمة."


وكان سبيكتور، الذي يستطيع اللعب في مركز المدافع الأوسط
وكذلك على الجانب الأيمن، قد خاض مع منتخب الولايات المتحدة ما تبقى من
مباريات التصفيات المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010 بعد ختام كأس القارات، ومن
المرجح، إذا نجح في الإحتفاظ بلياقته، أن يكون ضمن القائمة الأساسية التي
سيضعها برادلي لكأس العالم جنوب أفريقيا FIFA. ويضيف اللاعب الذي شارك في
23 مباراة حتى الآن "لم أفقد أبداً رغبتي في العودة. وكل ما أريد فعله
الآن هو اللعب، ومساعدة زملائي في الفريق."

شكرا على الخبر المتميز
جزاك الله خيرا