القاهرة - بعد ان انجبت مالي لفرنسا لاعب وسط بحجم جان تيغانا، عكس التاريخ نفسه بانجاب فرنسا لمالي هدافا يدعى فريدريك كانوتيه لعب لمنتخب شباب الديوك قبل ان يفضل تمثيل بلاد ابائه التي عرفها المستعمرون سابقا باسم السودان الفرنسي.
وعلى الرغم من تاخر قرار كانوتيه باللعب لمالي حتى عام 2004 الا ان الوقت كان كافيا كي ينقل للقارة السمراء مهارات ورثها في دمائه ونال على اثرها جائزة افضل لاعب افريقي لعام 2007 الذي شهد اوج تالقه مع فريقه الاسباني الحالي اشبيلية.
ولد كانوتيه في الثاني من سبتمبر/ايلول عام 1977 بمدينة ليون الفرنسية التي لعب لفريقها حتى عام 2000 حين جاء موعد انتقاله الى الدوري الانجليزي لينضم الى فريق وست هام يونايتد الذي شهد تالقه كمهاجم يسجل الاهداف ويصنعها بتلقائية ملحوظة سواء بالقدم او الراس.
وبعد ثلاث سنوات في ملعب ابتون بارك، تحول كانوتيه الى شمال العاصمة لندن ليلعب لفريق توتنهام هوتسبر الذي لم يحالفه في صفوفه نفس التالق الذي لازمه في وست هام، ليرحب بعدها بفكرة الانتقال الى الدوري الاسباني واللعب لاشبيلية الذي حصل على خدماته عام 2005 مقابل 6.5 مليون يورو.
وعرف كانوتيه التالق مع اشبيلية خاصة في عهد المدرب خواندي راموس، فكان شريكا في التتويج بلقبي كاس الاتحاد الاوروبي 2006 و2007 بجانب كاس ملك اسبانيا 2007 كما احتفل الشهر الماضي بتسجيل هدفه المئوي مع الفريق الاندلسي في مختلف المسابقات.
وبجانب تالقه الكروي، اصبح وجه كانوتيه معتادا في الحملات الخيرية الداعية لمكافحة الفقر في افريقيا، فضلا عن التزامه دينيا الذي دفعه لرفض وضع اعلان شركة للمراهنات على قميصه الخاص بالفريق، وهو ما ادى لاستثناء قميصه من الشعار الاعلاني من قبل ادارة النادي.
كما قام كانوتيه خلال عام 2007 الذي شهد فوزه بجائزة افضل لاعب افريقي بشراء مسجد في اشبيلية مقابل 700 الف دولار ليحول دون بيع المقر لجهة اخرى بناء على طلب مساعدة من الجالية الاسلامية في المدينة.
وحمل يوم السابع من يناير/كانون ثان العام الماضي ذكرى مميزة لمتابعي كانوتيه حين احتفل بتسجيله هدف في مرمى ديبورتيبو لاكورونيا في الكاس باشهاره كلمة "فلسطين"، بالعربية ولغات اوروبية، على قميص اسود تحت قميصه الاساسي في اشارة الى العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في نفس التوقيت.
وتم تغريم كانوتيه جراء هذه الواقعة اربعة الاف دولار بدعوى اشهاره رسالة سياسية بشكل يتعارض مع المبادئ الدولية لكرة القدم، هو ما اعاد للاذهان تغريم اللاعب المصري محمد ابو تريكة خلال كاس الامم الماضية باشهاره عبارة "تعاطفا مع غزة" اثناء الحصار الاسرائيلي للقطاع.