هل يعود منتخب مصر بطل أفريقيا لدورتين متتالتين 2006 و 2008 بلقبه الثالث من أنجولا؟ سؤال كان من المفترض أن يكون جوابه المباشر إنها مرشح أول ، لكن ما يحدث داخل الساحة الرياضية المصرية بكل أركانها الفني والإداري والإعلامي من فساد ، محاكم ، انقسام على الذات..الخ من صور بشعة تطالعنا بها وسائل إعلام الحوادث الرياضية اليومية المختلفة اصبح ينذر بكارثة تعود بنا للوراء حيث عشرات السنوات القاحلة من كل نجاح لا قدر الله لو أخفق المنتخب ، فالكل يترقب هذا السقوط .. يرجوه ، والجهاز الفني للمنتخب ولاعبيه ليسوا هدفاً رئيسيا ولكن البعض لن يمانع أن يكونوا ضمن صفقة تصفية الحسبات لتنكشف أخر أوراق التوت وما تبقى من الأقنعة التى تخفي خلفها شرا مقيتا مبيتاً ، ما عليك سوى أن تستسمع فقط لدقائق من برنامج رياضي ما إذعي أو تلفزيوني أو تقراء سطوراً قليلة في الصحافة الرياضية المطبوعة منها والألكتروني وستشعر أن الجميع يتسابق في رفع رهانه على الفشل ، ليحققوا اقصى المكاسب لذواتهم التي لا أجد كلمة تليق بتوصيف نوعيتها سوى بشيطانية ، حتى ولو دهسوا ضحايا برئية أولها هم الجماهير المصرية التي جعلت من نجاحات كرة القدم أعياد يبتهجون فيها وينسون أتراحهم.
ولا يعود استبعاد إمكانية النجاح لأن المدير الفنى للمنتخب حسن شحاته هو الرجل المحظوظ .. المبروك كما خلعوا عليه بعدما فاز ببطولة 2006 التى اقيمت في مصر ، فنسبوا كل النجاح للجمهور ، الدعاء ، البركة ، الأرض ..الخ ، ومؤكد ليس لأنه الطاوس المغرور حين أمتلكته جراءة غير مبررة من وجهة نظر عباقرة التحليل والنقد الرياضي وأعلن وهو ينطلق نحو غانا 2008 أنهم ذاهبون وهم الأجدر بهذه البطولة وأنه يخبر لاعبي المنتخب الوطني أنهم وحتى المبارة النهائية حاملي اللقب ، وطبعا عاد المغرور بلقب البطولة مع اداء مبهر بلاعبيين محليين يشكلون معظم القوام يتسلحون مع الموهبة والإرادة بإيمان قوي بالله تعالي وببلادهم فتمكن بهم من قهر الأسود والجديان والأفيال..الخ من مسميات منتخبات نجومها محترفون لامعون يقدرون بالمليارات ليست بالعملة المحلية التي لا قيمة لها لكن أثمانهم تقدر بالعملة الصعبة.
وطبعا الإخفاق لن يأتى لأن شحاته هو الفاشل الذي كان من المفترض اقالته حين استطاع بعد هذا النداء بأيام قليلة أن يتعادل دون لاعبى خط الهجوم كلهم والذين غابوا عنه كل لأسبابه بثلاثية حتى الثوان الأخيرة من عمر المبارة التى جمعته بالبرازيل وكان المصريين الند العنيد لهم في كأس العالم للقارات ، ثم تبعه بفوز فريد بين العرب والأفارقة على بطل العالم ايطاليا ، وخسر بطاقة المونديال في فاصلة كما كانت فرنسا أحد من حمل كأس العالم قريبه من أن لا تكون في المونديال لولا يد هنري ، و كانت قاب قوسين أو أدنى أن تخسر الأرجنتين بطاقة التأهل بكل تاريخها في حمل كأس البطولة ويلعب لها أفضل لاعبى العالم لينول ميسى.
وأخيرا لا يعود ذلك لأنه الفرعون المتجبر في الأرض في أحدث ما وصفوه حين باغت العباقرة واخترق كل الأعراف والقوانين ومسه الجنون وجهازه واتخذوا قراراً بالإنفراد باختيار قائمة من سيخضون بهم أمم أنجولا ، ولماذا شحاته متفرعن لم يجد من يرده !!؟ لأنه اختار دون أن يجري استفتاء قوامه ثمانين مليون مواطن مصري كلهم خبراء فى التدريب والتحليل يقودهم لوبى إعلامى لا أعرف هل هناك درك ينحدرون له أسواء مما وصلوا ، فكيف ودون إذنهم يقرر الجل أنه يعرف وحده احتياجاته في كل مركز ، وهو ومن يعاونه يعرفون اللاعبين الأكفاء في تنفيذ الخطط والمهام كما يكلفونهم في التدريبات والمعسكرات وصولا للمباريات مع القدرة على التجاوب دون جدل.
فشحاته فقط ولأول مرة يسطر تاريخ الكرة المصرية قصة مدير فني للمنتخب ابن بلد يستمر لخمسة سنوات متتالية دون إقالة أو استقالة كما الحال مع المدربين في أخر 25سنة على الأقل من تاريخنا مع الساحرة المستديرة ، خصوصا وأنهم ناجحين جدا فلم تفز مصر في عهدهم العظيم بشرف الوصول للمونديال أو تتحقق بطولة اقليمة واحدة أو حتى وصول للنهائيات أو فوز خارج الديار أمام دول لا يعرف أحد أين تقع على الخارطة باستثناء محمود الجوهرى ، بينما الفاشل حسن شحاتة حقق فقط إنجاز بطولتى أمم متتالتين بينهم لقب البطولة العربية منذ تولى المهمة عام 2004 ، فشارك مع المنتخب في 74مباراه رسمية وودية لم يخسر سوى ثلاث رسميات فقط وفى الأجمال حقق الفوز 43مرة أي بنسبة 58% ورصيد التعادلات كان 17مبارة بنسبة 23% أما الهزائم فكانت في 14مرة أي بنسبة 19% ، سجل فيها لاعبى المنتخب المصري 135هدفا بينما سكن الشباك 64هدفا.
كابتن حسن شحاته وجهازه المعاون مع ثلاثة وعشرون لاعباً لن يخضوا معترك هذه البطولة ويحمي ظهورهم ويثبت أفئدتهم دعاء قلوب ثمانين مليون كما اعتادوا بنوايا صافية تجعل من مصر فوق الجميع ، بل يذهبون وكل ما أبدعه العصر الحديث في عالم السلاح موجه لظهورهم تنتظر النطق بحكم الإعدام ، يحملها مدربون عباقرة في التحليل و التدريب الورقي يعتمدون على الذاكرة المصرية قصيرة المدى فاليوم يتهمون الجهاز متمثلا في شخص شحاته بالقصور في التجديد والإحلال وأن جنوده هرموا ويجب أن يوسع دائرة اختيارته على الأقل تحسبا للإصابات فإن فعلها وأخذ العدد الكبير مع بعض الجديد قالو ليس الأن الأوان لكل هذا الحشد مع قصر الزمن ولا مكان للجديد فلان وعلان وكيف يستبعد الكبار أصحاب الخبرة الذين فجاءة استعادوا الشباب بعد أيام من الهرم والعجز !!! لكن وبعد أيام أقل عددا يشاء رب العباد أن يبزغ نجم وافد جديد فيقول أحد هؤلاء العباقرة للأخر ما رأيك وأنت من نصحت بضم علان من كام يوم !!!
وطبعا لا يفوتنا أم القضايا وسؤال الساعة ألا وهي أسباب استبعاد ميدو واختزال قيمة وكيان نادي الزمالك الذي يكمل عامه المئة بعد عام واحد في لاعب مهما علا مقامه وارتفع شأنه ، فيبدو لمن ليست الكرة هوايته حين يتابع وكأن أحمد حسام الوحيد الذي كانت شملته قائمة المنتخب قبل الاستبعاد من أبناء النادي من كثرة ما خرج من البيانات والتصريحات الزمالكوية لإداريين وفنيين وصولا للجماهير عن اضطهاد شحاته ومعاونوه للقلعة البيضاء ، فخطر ببالى سؤال هل الخماسي شيكابلا ، عبدالواحد ، هانى ، فتح الله واخيرا محمد عبدالشافي يلعبون في فريق شبين أو كفرالشيخ مثلاُ من دوري الدرجة الثانية !!؟ طبعا هذا إذا أغفلنا سؤال ألم يستكمل 2006 ويحصل شحاته على 2008 وفاز على ايطاليا وأوشك أن يهزم البرازيل بدون ميدو وغير ميدو نقول بركات مثلاُ !!؟
لا أعرف هل مازال أحد مستمر في قراءة سطور المقال فقد أطلت لحد الملل للبعض أو الكثير !!! والمضمون غالبا لم يعجب البعض الأخر !!! لكن اسمحوا لي في طرح تساؤل يظل يلحون عليه ليل نهار وكأنه اختراع شحتاوى يدفعون به بعض من جانبهم الحظ ولم تشملهم قائمة المنتخب لمزيد من هدم وحدة الصف هل لو كان زمالكوى أو أهلوى كان خرج !!؟ وبالمناسبة خرج من قائمة المنتخب أربعة من الأهلي واثنين فقط من الزمالك ، وقد تكون هذه المرة الأولى في تاريخ مصر كلها على صعيد قائمة المنتخبات القومية في كل الفئات العمرية مجموع لاعبى القطبين معاً عشرة لاعبين أي أقل من نصف المنضم ، إذا يأتي السؤال أين يلعب الثلاثة عشر المتبقيون !!؟ هل يكونوا مسجلين في قوائم سرية للقطبين في دوري كوكب نبتون !!؟
ولأخرون قد تكون الصيغة ألا ترى أنك أفضل ممن هو موجود في مركزك وإلى متى يستمر الطاغية في استبعادك أيها المبدع الرائع !!؟ ولو حسبنا أن متوسط لاعبى الستة عشر نادياُ بالدوري الممتاز المصري خمسة وعشرون لاعبا فيصبح لدينا قاعدة فيها أربعمئة على الأقل ، وليس هناك عاقل واحد يجروء على أن ينكر علي أحد أن من حقه أن يحلم أنه جدير بفانلة منتخب بلاده ، ولكن على ما أظن أن مبارة في كرة القدم ما زالت تلعب بأحد عشر لاعبا وسبعة على دكة الإحتياط وأقصى حد لقائمة البطولة ثلاثة وعشرون لاعبا ، والمعلوم للجميع أن شحاته لم يتولَ بعد رئاسة الفيفا ليغير قوانين اللعبة فيلعب المبارة بمئتى لاعبا وعلى دكة البدلاء باقى الربعمئة !!! لكن طبعا لن يسلم فكيف سمح لنفسه أن يترك سوبر النجوم حزين مكروب على الدكة !!؟
وتسأولي الأخير والله العظيم هذه المرة أليس من الخطأ أن ننتظر من فريق أن يفوز بكل بطوله يشارك فيها مقرونا بشرط أن يجتهد دون تقصير أوتهاون مشهود من الجميع فإن لم يفعل يكون مصيره للزوال مع كل سابق تاريخه ، وهنا يجوز سؤال منطقي ألا يجب أن يطبق بعض هؤلاء العباقرة ذلك على أنفسهم ما ينادون به خصوصا وانهم مديرين فنيين لفرق تشارك في بطولتين على الأقل في الموسم ، وعندما ينتهى الموسم محليا ولنجنب الإقليمى منها الأن دونما لقب يذكر مع الأخذ في الاعتبار أن لأي مسابقة رياضية على وجه البسطية بطل وحيد فيصبح الجميع عدا صاحب المركز الأول بمنطقهم الملتوى عاما بعد أخر فاشلون يستحقون الإقالة ولاعبى فريقهم التسريح !!؟
وختاماُ ـ الحمد لله أخيراً ـ الخطأ الأكبر سيكون في أن يسمح الجهاز واللاعبون بأن يتسمموا بهذا الفساد فيستسلمون ولا يبذلون الجهد المطلوب ليظهروا الوجه الحقيقى لمنتخبنا الوطني ، فهم من عودونا على تتحقيق الإنجازات من رحم الصعوبات والمشاكل ، وهم أنفسهم الذين عودنا الإبهار وتحقيق المحال عندما تتأزم و تضيق حلقات الأمور.