خرج الإنتر بأغلى فوز له في الموسم الحالي، حين قلب تأخره بثلاثة أهداف لهدفين أمام ضيفه سيينا الى فوز بنتيجة 4-3 في الدقائق الـ5 الأخيرة من المباراة، التي شهدت متعة واثارة ما بعدها متعة واثارة.
الشوط الأول من مباراة ملعب سان سيرو يُعد المثال الأجمل لكرة القدم الايطالية ومباريات السيريا آ، فقد تميز بالاثارة والمتعة والندية المتبادلة رغم كون الفريقين يمثلان القمة والقاع في جدول ترتيب البطولة.
الجميع توقع أداء خرافي من أصحاب الملعب وتعدد للمحاولات الهجومية وعدد جيد من الأهداف، وقد كانت الدقائق الـ15 الأولى تُبشر بذلك الأمر بالفعل، حيث امتلك الإنتر الكرة وسيطر على الملعب وشن عدة هجمات على مرمى كورتشي، لكن ما حدث هو أن سيينا من تمكن من تسجيل هدف المباراة الأول في الدقيقة 18 وبعد هجمة مرتدة ممتازة أنهاها المخضرم ماكاروني بتسديدة رائعة لم يتمكن جوليو سيزار من التعامل معها.
رد الإنتر كان سريع كما هو متوقع، فقد سجل ميليتو هدف التعادل في الدقيقة 24 بلقطة فردية ممتازة، حيث استلم كرة طويلة من شنايدر ثم راوغ المدافع الجديد "كريباري" قبل أن يسدد في الزاوية البعيدة للحارس كورتشي، والغريب أن الهدف جاء بواسطة هجمة مرتدة غاب خلالها التنظيم الدفاعي المحكم من لاعبي سيينا.
الدقائق التالية كانت جميلة للغاية، حيث تبادل الطرفان الهجمات لكن مع أفضلية للإنتر، وقد توجت في الدقيقة 36 بالهدف الثاني عبر تسديدة رائعة من شنايدر من كرة ثابتة، لكن فرحة جماهير النيرادزوري والرئيس ماسيمو موراتي لم تدم طويلًا، بل لم تدم أكثر من دقيقة واحدة تمكن بعدها الشاب "إيكدال" من تسجيل هدف التعادل بعد هجمة منظمة ممتازة للضيوف انتهت بكرة عرضية لم يجد لاعب اليوفنتوس السابق مشكلة في ارسالها لمرمى الحارس البرازيلي.
ما يمكن أن نلاحظه خلال الشوط الأول تكتيكيًا، هو تواضع الجانب الدفاعي لوسط ملعب الإنتر نتيجة وجود لاعبين أصحاب قدرات هجومية في المحور وهما ستانكوفيتش وتياجو موتا، بجانب عدم قيام الطرفين بانديف وكواريزما بالواجب الدفاعي المطلوب منهما ولهذا وجد لاعبوا سيينا المساحات المطلوبة لتحركاتهم ونقلهم للكرة بسهولة ويسر حتى الوصول لمنطقة جزاء جوليو سيزار، ملاحظة أخرى هي كون وجود كواريزما على الرواق الأيمن يُشكل عائق أمام انطلاقات مايكون المعتادة، والمشكلة الأكبر أن اللاعب البرتغالي قدم أداءًا سلبيًا للغاية مما جعله مؤثر سلبي كبير على أداء الفريق، بأنه لم يقدم الاضافة المطلوبة وحرم الإنتر من مجهودات مايكون والذي تحرك في العمق أكثر بحثًا عن المساحات، وكذلك هربًا من الضغط القوي الذي فرضه عليك الكرواتي "جالولو" وهي الحركة التكتيكية الموفقة من المدرب ماليساني، حيث ضغط على الطرفين بقوة عبر ريجينالدو يسارًا وجالولو يمينًا وقد كان له ما أراد من ايقاف تلك الأطراف متمثلة في زانيتي ومايكون.
الشوط الثاني بدأ بسلسلة من التغييرات، مورينهو تحرك وأخرج كواريزما وأشرك المهاجم النمساوي الشاب "أرناوتوفيتش" بدلًا منه، وأخرج كذلك "مضطرًا" المصاب ستانكوفيتش وأشرك صامويل وبالتالي تحرك كوردوبا للظهير الأيسر وتقدم زانيتي للوسط، وفي المقابل خرج حارس مرمى سيينا "كورتشي" نتيجة الاصابة ونزل بدلًا منه جانليوكا بيجولو".
الربع ساعة الأولى جاءت مفاجئة بكل المقاييس، حيث شهدت سيطرة كاملة لسيينا على ملعب المباراة، وتعدد للمحاولات الهجومية الخطيرة وقد سنحت للفريق أكثر من فرصة بالفعل لكن تألق الحارس جوليو سيزار وافتقاد الفريق للمسة الأخيرة الدقيقة حالت دون اضافة الهدف الثالث.
أفضلية كاملة وساحقة لسيينا على ملعب سان سيرو وسط دهشة وغضب الجميع وأبرزهم المدرب جوزيه مورينهو، وقد تُوجت تلك الأفضلية في الدقيقة 64 بهدف سيينا الثالث بعد هجمة مرتدة رائعة للغاية، بدأت بتمريرة من إيكدال ثم انطلاقة مهارية من ريجينالدو أنهاها بتمريرة ساحرة للقادم من الخلف ماكاروني الذي لم يجد صعوبة في تسديدها باتقان كبير نحو مرمى جوليو سيزار.
لم يتغير شيء خلال الـ10 دقائق التالية لهدف ماكاروني، حيث استمرت سيطرة الزوار على ملعب سان سيرو وسط توهان كامل من نجوم النيرادزوري وفقدان كامل للسيطرة بل وتوتر وارتباك ظهر على شكل تمريرات خاطئة وعصبية غير مبررة ضد قرارات الحكم، وفي المقابل كاد ماكاروني من جديد أن يسجل بعد هجمة جيدة قادها البديل ميشيلي فيني، لكن تسديدته جاءت أعلى المرمى.
10 دقائق جديدة مرت وسيينا يقترب تمامًا من تفجير أقوى مفاجآت الموسم في ايطاليا، النيرادزوري لازال يعاني بقوة على أرض الملعب وماكاروني لازال يتألق ويصول ويجول في مناطق الإنتر الدفاعية وبالتأكيد يواصل وسط الإنتر بالكامل وجوه خارج التغطية، واللقطة الأجمل كانت تحركات مورينهو على الخط وجريه ليلحق بالكرة ويعيدها للاعبه كي ينفذ كرة "أوت".
أخيرًا سجل الإنتر هدف التعادل في الدقيقة 88 مستغلًا كرة ثابتة نفذها الهولندي شنايدر بقوة واتقان شديد، والدقائق المتبقية تشهد اثارة كبيرة.
الدقيقة 93 شهدت احراز هدف الفوز "الغير مستحق" للإنتر بعد هجمة جميلة تناقل بها نجوم الفريق الكرة وانتهت بتمريرة من بانديف لسامويل داخل منطقة الجزاء، الذي سدد الكرة بشكل رائع داخل المرمى ليهدي فريقه أغلى 3 نقاط في الموسم.
بذلك الفوز يُعزز الإنتر صدارته للبطولة برصيد 45 نقطة ويتجمد رصيد سيينا عند 12 نقطة في المركز الأخير.