ستكون طموحات قطبي العاصمة المصرية القاهرة الأهلي والزمالك مختلفة تماما عندما يلتقيان وجها لوجه في السابعة (بتوقيت القاهرة) من مساء الثلاثاء في الأسبوع الثاني عشر للدوري المصري الممتاز.
لا خلاف علي أن الدربي المصري فقد بريقه وبالتحديد في مسابقة الدوري المصري منذ سنوات عديدة اثر ابتعاد الزمالك عن المنافسة عليه منذ موسم 2003-2004، وعلي الرغم من تمكن الفريق الأبيض من اقتناص المرتبة الثانية في موسمي 2005-2006 و2006-2007، ألا انه كان يخرج فعليا من المنافسة قبل أسابيع كثيرة من انتهاء المسابقة.
ولكن الشواهد تقول أن مباراة الثلاثاء ستحظى بإثارة بالغة ليس بسبب إنها تجمع بين اكبر فريقين لهما شعبية بين الجماهير المصرية فقط، بل بسبب الوضعية التي يوجد فيها الفريقين في ترتيب جدول الموسم الحالي وبالأخص الزمالك.
صراع القمة والقاع
فالأهلي متصدر الترتيب برصيد 27 نقطة وحامل لقب البطولة في المواسم الخمسة الأخيرة يسعي للابتعاد بالصدارة بعدما اشتد صراع القمة عقب تقلص الفارق بينه وبين ملاحقيه طلائع الجيش وبتروجيت إلى 3 نقاط فقط عقب فوز الاول علي انبي وفوز الثاني علي مضيفه المنصورة في الأسبوع ذاته مساء الاثنين.
طموح الأهلي في الفوز لن يكون رغبة في الابتعاد عن طلائع الجيش وبتروجيت فقط، ولكن سيكون لتوسيع الفارق مع الاسماعيلي أيضا صاحب المركز الرابع برصيد 23 نقطة والذي هبط إليه عقب تعادله السلبي مع مضيفه حرس الحدود في الأسبوع نفسه.
علي النقيض تماما، يقبع الزمالك في المركز الثالث عشر برصيد 11 نقطة وهو نفس رصيد الجونة صاحب المركز الرابع عشر والذي سيهبط صاحبه في نهاية الموسم الي دوري الدرجة الثانية ولم ينقذ الزمالك من الهبوط إلى هذا المركز حتى لحظة كتابة هذه السطور سوي تفوقه في فارق الأهداف علي الفريق الصاعد حديثا للدوري الممتاز.
ظروف فنية سيئة للفريقين
بغض النظر عن الاختلاف في المراكز، تعتبر ظروف الفريقين الفنية سيئة باختلاف الأسباب، فالأهلي سيدخل اللقاء وهو منقوص من ابرز لاعبيه وعلي رأسهم محمد ابوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب والليبيري فرانسيس دوي فوركي ومعتز إينو بسبب الإصابة.
كما أن المباراة ستكون الأولى الدربي الأول لحارس الفريق الصاعد احمد عادل عبدالمنعم والذي يبذل قصارى جهده للحفاظ علي موقعه أساسيا ولكن خبرة المباريات والضغط الجماهيري عادة ما يجعلاه يظهر بمظهر مرتبك خلال اللقاءات.
نفس الموقف سيجد الكابتن حسام البدري المدير الفني للفريق نفسه فيه حيث ان المباراة ستكون الدربي الرسمي الأول له منذ توليه قيادة الفريق في بداية الموسم خلفا للأسطورة البرتغالية مانويل جوزيه.
ولكن يرجي الإشارة الي ان البدري يملك تجربة سابقة في مباريات الدربي القاهري وبالتحديد في قد مباراة الفريقين في الدور الثاني لموسم 2006-2007 عندما اضطر الي ذلك عقب سفر جوزيه المدير الفني الأساسي حينها لقضاء عطلته السنوية في بلده البرتغال.
واستغل البدري الفرصة حينها للدفع بعدد من اللاعبين الذين لازموا دكة الاحتياط في هذا الموسم الآمر الذي مكن الزمالك من اقتناص فوزه الوحيد علي غريمه التقليدي في الخمس سنوات الأخيرة.
بلا شك سيكون البدري تحت ضغط هائل للغاية ولما لا والفريق الأحمر تمكن من الفوز في 13 مباراة من اصل 18 مباراة جمعته بغريمه الأبيض منذ عودة جوزيه لقيادته في يناير 2004.
مشاكل جمة بالزمالك
علي الجانب الآخر، يدخل الزمالك الدربي بدون أي نقطة إيجابية تذكر له، فالمشاكل تعصف بالفريق من اليمين واليسار الآمر الذي اجبر إدارة النادي علي تغيير المدير الفني للفريق 3 مرات في خضم 11 مباراة فقط لعبها الفريق الأبيض في دوري الموسم الجاري.
فبعد بداية مهتزة للغاية مع السويسري ميشيل دو كاستال، عاد الفرنسي هنري ميشيل ليتولي مقاليد الفريق ولكنه سار علي درب سابقه لتتم إقالته عقب نهاية الأسبوع العاشر بعد الخسارة أمام اتحاد الشرطة ليأتي عميد لاعبي العالم السابق حسام حسن وأخيه إبراهيم حسن في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لن يتمكن أحد من قول أن بداية الزمالك تحت قيادة الأخوين حسن سيئة إلا بعد أن يصدر اتحاد الكرة قرارا نهائيا بشأن مباراة الفريق الأخيرة أمام حرس الحدود والتي خسرها الفريق الأبيض بنتيجة 1-2 ولكنه اعترض علي نتيجتها بسبب إشراك الحرس للاعبه احمد عيد عبدالملك الذي طرد في مباراة سابقة وهو الاعتراض الذي قبله الاتحاد ووضعه تحت الدراسة حاليا.
وستكون مباراة الأهلي بالنسبة للتوأم بمثابة طوق النجاة، فتحقيق الفوز فيها سيرفع اسهم التوأم في قلعة ميت عقبة إلى عنان السماء كم ان التعادل من شأنه أن يرضي غرور إدارة الزمالك وجماهيره ولما لا والفريق حقق نفس النتيجة في الدور الثاني للموسم الماضي تحت قيادة دو كاستال وكان الجميع في قمة سعادتهم.
اما الهزيمة فمن شانها أن تضرب النادي في مقتل حيث سيكون من المؤكد هبوط الزمالك الي أحد المراكز الثلاثة الأخيرة الآمر الذي سيجبر الفريق علي اكمال معظم مبارياته القادمة في الدوري تحت ضغط عصبي هائل مما يجعل نتائج مبارياته غير قابلة للتوقع ابدا.