يمر ليونيل ميسي بأزهى فتراته الكروية منذ أن بدأ مشواره في عالم الساحرة المستديرة. كيف لا وقد أتى على الأخضر واليابس مع برشلونة في الموسم 2008-2009. فبعد مرور أشهر على الإنجاز التاريخي الذي حققه العملاق الكاتالوني عاد الفريق إلى المنافسات دون أن يفقد ولو شعرة من بريقه وتوهجه، إذ يتصدر برشلونة ترتيب الدوري الأسباني عن جدارة واستحقاق، بالإضافة إلى قرب تأهله لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA وسعيه الحثيث للعودة من الإمارات بلقب كأس العالم للأندية FIFA، مُعَوِّلاً في ذلك على نجمه الأرجنتيني المتألق.
وبتواضعه المعهود، أبى ميسي إلا أن يخص موقع FIFA.com بهذا الحوار الحصري، متحدثاً عن مستجدات ناديه الكاتالوني، ومعرباً عن رغبته الجامحة في ركوب التحدي الجديد الذي يقوده مع زملائه إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي للعودة باللقب الوحيد الذي ينقص خزانة برشلونة. كما أفصح النجم الأرجنتيني عن طموحاته وتطلعاته المستقبلية مع منتخب بلاده في عام تاريخي تجتمع فيه منتخبات العالم في أول بطولة لكأس العالم تقام على أرض أفريقية عندما تنطلق نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA شهر يونيو/حزيران المقبل.
FIFA.com: ميسي، لقد تعرفت للتو على خصوم الأرجنتين بعد سحب القرعة النهائية. هل تعتقد أن منتخب بلادك جاهز للفوز باللقب؟
ميسي: علينا أن نأخذ الأمور بهدوء وأن نسير بثبات خطوة بخطوة، إذ يتعين علينا أن نركز على لعب كل مباراة على حدى. فإذا أردنا أن نصل إلى أبعد نقطة ممكنة يجب علينا أن نفوز بكل المباريات ثم بعد ذلك يمكننا التفكير في البطولات والألقاب.
تأهل المنتخب الأرجنتيني بشق الأنفس إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010. كيف تحلل الوضع الراهن داخل الفريق؟
لقد بدأنا للتو مرحلة جديدة في مسار المنتخب. فبعد خروجنا بسلام من مرحلة التصفيات، بدأنا نأخذ الأمور بكل هدوء وروية، والآن ستنطلق مرحلة التغييرات الجذرية على طريقة لعب الفريق ونهجه التكتيكي. نملك كل الوقت الذي يفصلنا عن انطلاق كأس العالم لكي نشتغل بجد واجتهاد ونطور أداءنا بالشكل اللازم. أعتقد أن الفريق سيشهد تغييراً كبيراً في المستقبل.
لقد واجهتم مؤخراً منتخب أسبانيا متصدر التصنيف العالمي FIFA/Coca Cola. ما هي الدروس والعبر التي خرجتم بها من تلك المباراة؟
لقد كانت مباراة غاية في الروعة، تفوقوا علينا فيها خلال الشوط الأول، لكن أداءنا تحسن في الشوط الثاني بشكل ملحوظ، إذ أتيحت لنا فرص ثمينة لقلب النتيجة لصالحنا. لقد كان اختباراً جيداً بالنسبة للفريقين. يلعب المنتخب الإسباني بأسلوب مشابه لذلك الذي ننهجه في برشلونة، فهو يملك لاعبين متميزين في جميع الخطوط ويقدم كرة غاية في المتعة وآية في الجمال.
هل ترى في المنتخب الأسباني واحداً من أقوى المرشحين في جنوب أفريقيا 2010؟
شخصياً، أعتقد أن أسبانيا تملك حالياً أفضل منتخب في الساحة الدولية حيث يقدم الفريق أفضل أداء كروي في العالم ويحرز أفضل النتائج دون عناء أو مشقة. إن لاعبيه يتمتعون بثقة كبيرة في النفس وهذا شيء جوهري بالنسبة لأي فريق يدخل غمار بطولة كبيرة.
على ذكر البطولات الكبيرة، ستدخل غمار منافسات كأس العالم للأندية FIFA بعد أيام معدودة مع نادي برشلونة، هل يراودك حلم إنهاء هذا العام التاريخي باعتلاء منصة التتويج على الصعيد الدولي؟
إنه لقب ينقص خزانة النادي. وبالنسبة لأغلب لاعبي برشلونة، فإنه يمثل اللقب الوحيد الذي مازال ينقصنا على المستوى الشخصي في ما يتعلق بمنافسات الأندية. وفضلاً عن ذلك، فإن كأس العالم للأندية تمثل آخر بطولة نخوضها خلال هذا العام التاريخي الذي نريد أن ننهيه على إيقاع النصر والتتويج. إنه لقب يستهويني شخصياً، لأنه سيساعدني على مواصلة تطور أدائي، إذ سيشكل حافزاً إضافياً لمواصلة حصد الألقاب والبطولات مع برشلونة وخوض كأس العالم للمنتخبات بمعنويات عالية الصيف القادم.
كنت مصاباً عندما شارك برشلونة في هذه المسابقة عام 2006. هل تعتقد أن الفريق استوعب الدروس واستخلص العبر اللازمة لدخول غمار منافسات هذا العام؟
نعم، بالطبع. للأسف الشديد، كنت قد أُصبت قبيل انطلاق البطولة مما أجبرني على متابعة المباريات من الأرجنتين. أعتقد أن أهم درس يجب أن نستخلصه هو عدم الوقوع في فخ الثقة الزائدة من جهة وضرورة دراسة الخصوم بشكل دقيق من جهة ثانية. فخلال مشاركتنا في المرة السابقة، كنا نعتقد أن المنافسين كانوا أقل مستوى منا، وهذا شيء يجب ألا يتكرر في المستقبل إن أردنا أن نُتوج باللقب.
هل تعرف شيئاً عن خصومكم المحتملين في البطولة؟
بصراحة، لا أعرف شيئاً عنهم حتى الآن ولكني أدرك أن المدرب سيطلعنا على كل ما يجب أن نكون على علم به عندما يحين وقت ذلك. فلا مجال للصدف هنا. وبما أني أرجنتيني فإني أعرف جيداً نادي إستوديانتيس بطبيعة الحال. إنه فريق يستمتع ويُمتع حيث أنه يُفضل اللعب بشكل استعراضي ويملك لاعبين متميزين. إنه يجيد الضغط على حامل الكرة ويستعين بخدمات خوان سيباستيان فيرون الذي يدير طريقة لعب الفريق ويقود خط الوسط ويتحكم في إيقاع اللعب بكل حزم ورباطة جأش.
ستُقام البطولة للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة. هل تعرف المنطقة نوعاً ما؟
لا ولذلك فإن هذه البطولة تستأثر باهتمامي. إنه لشيء ممتع أن تكتشف أماكن جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر يتعلق بأول نسخة تقام خارج اليابان بعد سنوات معدودة وسيكون من الأهمية بمكان أن يسجل برشلونة اسمه كأول ناد يحرز اللقب في مكانه الجديد. وفي الواقع، أدرك جيداً أن الوقت لن يسعفنا للتعرف على البلد بحكم إكراهات البطولة وضغط المباريات، إذ عادة ما ننتقل من الفندق إلى الملعب ومن الملعب إلى الفندق. لن نذهب للنزهة بل لخوض غمار البطولة، أي لإنجاز عملنا على الوجه الأمثل والعودة باللقب الغالي.
ربما سيشكل الفوز بهذا اللقب أفضل طريقة لبدء موسم تاريخي جديد، أليس كذلك؟
بالطبع، سيكون من الأهمية بمكان الفوز بهذا اللقب من أجل مواصلة حصد الألقاب والبطولات كما سيساعدنا ذلك في تعزيز الثقة بأنفسنا ومؤهلاتنا وطريقة لعبنا. ومع ذلك، فإن الطريق مازال طويلاً من أجل تحقيق ألقاب أخرى وخوض غمار بطولات أخرى. الفوز بهذه الكأس لا يعني بالضرورة أننا سنفوز بالبطولات الأخرى. وكما قلت سابقاً، يجب أن نأخذ الأمور بهدوء وأن نسير بثبات خطوة بخطوة ومباراة بمباراة. إنها أفضل طريقة للفوز بالبطولات.
بفضل هذه الفلسفة، يواصل برشلونة العزف على إيقاع التألق والإمتاع وحصد الألقاب. هل تعتقد أن التشكيلة الحالية هي الأفضل من ضمن التشكيلات التي لعبت فيها بقميص هذا النادي؟
لست أدري ولكني نلت شرف اللعب مع الفريق خلال الحقبة الذهبية السابقة للنادي، أي عندما فزنا بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2006. حينها، كان الفريق يملك لاعبين متميزين مثل رونالدينيو وديكو وصامويل إيتو ولقد كنت محظوظاً للتواجد ضمن تلك التشكيلة. لقد كانت فترة متميزة في تاريخ النادي، بفضل تماسك صفوف الفريق وانسجام خطوطه، وبفضل لاعبيه والألقاب التي حققها آنذاك. يصعب علي أن أختار بين التشكيلتين، ذلك أني مررت بفترات زاهية مع الفريقين معاً وحققت ألقاباً عديدة في المرحلتين معاً.
بعدما نلت جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول، ها أنت الآن مرشح بقوة لنيل جائزة أفضل لاعب في السنة FIFA. هل ترى أن هذه المرة سيكون اللقب من نصيبك أخيراً؟
أتمنى من أعماق قلبي أن يكون من نصيبي هذا العام. إنها المرة الثالثة التي أنافس فيها من أجله، وأتمنى أن تكون الثالثة ثابتة (يضحك).