مانشستر يونايتد على طريق الإفلاس، عبارة يرددها بغضب آلاف من أنصار النادي العريق، محملين مالكه الأميركي مالكولم غلييزر المسؤولية، وينعتونه بـ"اللص" و"السارق" لأنه بدلاً من أن يضخ الأموال في صندوق النادي "ضخ في جيبه الخاص واستثمر شهرة النادي لمصلحته"! ولم يعدّ مستغرباً إحاطة ملعب أولد ترافورد بسلاسل بشرية حاملة يافطات تدعو إلى إنقاذ الـ"مان يونايتد"، وتطلب من عائلة غلييزر "الرحيل إلى الجحيم"، وأن تظهر في المدرجات يافطات أخرى كتب عليها "نحب يونايتد إلى الأبد ونكره غلييرز"...
والتعثر المالي الذي يعيشه النادي الكبير ليس ناجماً فقط عن الأزمة الاقتصادية العالمية. صحيح أنه تأثر بها وخسر نحو 7 في المئة من أصوله، لكن "الطريق إلى الجحيم رسمت منذ أن أضحت ملكيته في عهدة العائلة الأميركية" التي اشترته من خلال شركة "رد فوتبول جوينفنشور" عام 2005.
مانشستر يونايتد مثقل بديون تقدّر بـ826 مليون يورو، وإذا باع ملعبه أولد ترافورد ومركز كارننغتون للتدريب ونجمه المتألق واين روني متصدّر ترتيب الهدافين (20 هدفاً)، لن يتمكن من تسديد المستحقات المترتبة عليه.
يحقق مانشستر يونايتد مداخيل خيالية، وعلى رغم ارتفاع ثمن تذكرة المباراة 42 في المئة في غضون 3 سنوات، فان البطاقات مباعة سلفاً للموسم بكامله (76212 مقعداً)، وحتى أرقام مبيعات الأدوات والمقتنيات التذكارية التي تحمل ألوان النادي وشعاره، جيدة. ووفق الموازنة الأخيرة حقق النادي ربحاً مقداره 55.95 مليون يورو، طبعاً بفضل بيع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد (94 مليون يورو).
بعدما أعلن غلييزر شراء مانشستر يونايتد سلم مقدرات إدارته إلى أبنائه جويل وإفرام وبراين، وبدلاً من أن يحوّل 1.2 بليون يورو إلى صندوقه، أودعها في المصارف وراح يسدد أقساطاً مستحقة على النادي بعد تحصيله الفوائد والتي بلغت 91 مليون يورو العام الماضي.
وإزاء الضغوط المالية والمستحقات الداهمة، لجأت إدارة مانشستر إلى إعادة جدولة ديونها وأصدرت صكوكاً بقيمة 526 مليون يورو.
أنصار النادي مستاءون، وبعض روابطهم تقاطع الفريق طالما أن النادي في عهدة آل غلييزر. وعمدوا إلى ارتداء ألبسة باللونين الأصفر والأخضر، وهما اللونان الأصليان للنادي الذي تأسس عام 1878، علماً أنها ألوان فريق نوريتش سيتي حالياً.
وغالى هؤلاء في مطالبهم الاحتجاجية وصولاً ملعب أولد ترافورد .. إلى وصف المدير الفني ألكس فيرغوسون بالمتآمر ودعوه إلى الاستقالة كـ" صرخة في وجه المالك السارق". فجاء رده بليغاً إذ أعلن عقب الفوز على الجار مانشستر سيتي (3 – 1) في إياب نصف نهائي كأس الرابطة: "اليونايتد أقوى من مالكيه وأنصاره ولاعبيه ومدربه...".
مانشتسر يونايتد ينتعش بانتصاراته، وبأداء نجمه روني "كاسحة الألغام" التي تحررت من قيود ميدانية منذ مغادرة رونالدو، والأرجنتيني كارلوس تيفيز إلى "الجار المنافس".
وفي الدوري، يأمل مانشستر يونايتد أن يستغل أي تعثر لتشلسي للانقضاض على الصدارة, ويكفيه السبت الفوز بفارق هدفين على بورتسموث صاحب المركز الأخير، وأن يتعادل تشلسي مع آرسنال لكي يحقق هذا الهدف.
وربما لجأ فيرغوسون إلى إراحة "الولد الذهبي" روني خصوصاً أن الفريق مدعو إلى مواجهة قوية منتصف الأسبوع ضد أستون فيلا, ويفسح المجال أمام مايكل أوين.