تكشف "العربية.نت" تفاصيل انسحاب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر من اجتماعات الاتحاد العربي التي تختتم الأربعاء 16-12-2009، بالرياض التي أكد فيها أن انسحابه كان لأسباب خاصة، نافياً ما جاء في تقارير أرجعت انسحابه لتواجد نظيره الجزائري محمد روراوة.
وجاء انسحاب زاهر من اجتماعات الرياض تنفيذاً لقرار المقاطعة المصرية رغم أن زاهر سافر بالفعل إلى العاصمة السعودية الرياض لحضور الاجتماع وكان هناك اتجاه للسفر مع روراوه إلى الإمارات من أجل المبادرة الإماراتية والاتفاق على اقامة مباراة ودية بين مصر والجزائر بالإمارات، إلا أن رفض روراوة للمبادرة وتصريحاته الصحفية برفض اللعب مع مصر ودياً جعلت المسؤولين الرياضيين في مصر يدركون أن رئيس اتحاد الكرة الجزائري يريد التصعيد ولايستجيب لأي مبادرة للتهدئة خاصة وأنه رفض مصافحة زاهر في السودان بعد الاجتماع الذي تم بين مسؤولي الاتحادين المصري والجزائري بناء على دعوة الرئيس السوداني عمر البشير لتهدئة الأجواء قبل مباراة أم درمان وهو ماعتبره زاهر اهانة كبيرة له ولهذا طلب المسؤولون المصريون من زاهر عدم حضور اجتماعات الاتحاد العربى حتى لايلتقي مع روراوة.
الانسحاب الثالث
ولم يكن انسحاب زاهر من اجتماعات الاتحاد العربي هو الأول من نوعه على المستوى الرياضي بين الدولتين منذ أزمة مباراة المنتخبين المصري والجزائري في تصفيات المونديال بأم درمان السودانية الشهر الماضي، فقد كان أول انسحاب مصري من اتحاد شمال إفريقيا الذي يرأسه الجزائري محمد روراوة عقب ازمة ام درمان مباشرة وجاء الانسحاب الثاني من الجزائر عندما قرر الاتحاد الجزائري للكري الطائرة الانسحاب من البطولة العربية للاندية للسيدات التي استضافها الاهلي المصري مؤخرا وحصل على كأسها.
فيما ظهرت فكرة مقاطعة الرياضة المصرية لنظيرتها الجزائرية في اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة محمود علي احتجاجاً على احداث المباراة الفاصلة في الخرطوم وكانت الفكرة تتضمن البطولات الودية والعربية والقارية إذ قررت اللجنة في اجتماعها مع الاتحادات الرياضية المصرية الأوليمبية وغير الأوليمبية وبحضور المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي مقاطعة الرياضة الجزائرية لكن بداية الانسحاب من البطولات جاءت من الجزائر وليس مصر رغم عدم صدور أي قرار جزائري بمقاطعة الرياضة المصرية وكان أول قرار انسحاب من بطولة الأندية العربية لسيدات الكرة الطائرة وجاء اول انسحاب على مستوى الاتحادات من مصر بالانسحاب من اتحاد شمال افريقيا.
وكادت مصر تقوم باول انسحاب على مستوى البطولات من خلال بطولة الأمم الإفريقية لليد بسبب مشاركة الجزائر فيها ولكن هذا الانسحاب لم يتحقق بعد أن ادرك المسؤولون المصريون خطورة الانسحاب من البطولات القارية والرسمية مما يؤدي لتعرض الرياضة المصرية لايقافات وعقوبات مادية كبيرة ولهذا تراجع اتحاد اليد عن فكرة الانسحاب وطلب نقل البطولة خارج مصر مع المشاركة فيها حتى لو شاركت الجزائر وعندما وجد الجزائر تتجه لتنظيم البطولة أسرع بطلب اعادتها إلى مصر واستجاب الاتحاد الإفريقي وأعاد التنظيم لمصر في فبراير المقبل واذا اتخذ الاتحاد الجزائري قراراً بانسحاب فسوف يكون الانسحاب الجزائري الثاني بعد الطائرة.
وكما ذكرت "العربيه.نت" في تقرير سابق فإن المسؤولين بالاتحاد المصري لليد يتمنون قرارا جزائرياً بالانسحاب من البطولة رغم تعهد الاتحاد المصري والمسؤول الأول عن الرياضة المصرية حسن صقر بحماية المنتخب الجزائري اذا جاء إلى القاهرة.
مقاطعات عربية
ومن الملاحظ ان المقاطعة التي تتم الآن قاصرة على المستوى العربي لعدم وجود ايقافات أو عقوبات تجبر الطرفين على المشاركه فاتحاد الطائرة العربي لم يعاقب الجزائر على انسحابها من بطولة السيدات ولا الاتحاد العربى سيعاقب زاهر على انسحابه من الاجتماعات.
أما كيف سيكون الموقف عندما تتقرر أول مواجهة رسمية بين مصر والجزائر في بطولة قارية؟وماهي أقرب المواجهات المتوقعة؟
تؤكد "العربية.نت" أن الجانب المصري أدرك خطأ المقاطعة على المستوى القاري فتراجع عن مقاطعة الجزائر في البطولات الرسمية والاكتفاء بالمقاطعة على المستوى الودي والعربى فقط أما الجانب الجزائري فلم يقرر أي مقاطعة للرياضة المصرية رغم أنه الذي بدأ بالانسحاب من البطولة العربية للطائرة للسيدات والانسحاب يعتبر بند من بنود المقاطعة.
أقرب المواجهات
اقرب المواجهات الرسمية المتوقعة بين الجانبين المصري والجزائري فى كاس الأمم الإفريقية لكرة القدم بانغولا مطلع العام المقبل في الدور قبل النهائي أو النهائي إذا نجح الفريقان في تخطي الأدوار الأولى ولم يودع أحدهما البطولة مبكراً أو كليهما بعد أن أوقعت القرعة الجزائر في المجموعة الأولى التي تضم انغولا ومالي ومالاوي بينما جاءت مصر في المجموعة الثالثة مع نيجيريا وموزمبيق وبنين.
المواجهة الثانية المتوقعة في كاس الأمم الإفريقية لكرة اليد التي تستضيفها مصر في شباط (فبراير) ولكن في الأدوار النهائية أيضاً لكن مجرد تواجد منتخبان جزائريان للرجال والسيدات في مصر لأول مرة بعد أحداث أم درمان فهذه مواجهة مثيرة للجدل حتى لو لم يلتق المنتخبان في منافسات البطولة.
أما المواجهة الثالثة المتوقعة فستكون على مستوى الأندية في بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية الإفريقية لكن بداية من دور الثمانية بعد ان ابعدت القرعة الفرق المصرية والجزائرية من الدخول في مواجهات بالأدوار الأولى وحتى دور الـ16 وإذا قررت القرعة التي تجري قبل دور الثمانية في البطولتين حدوث مواجهات مصرية جزائرية فلن يكون ذلك قبل تموز (يونيو) من العام المقبل.
أشهر انسحاب
وبالعودة لأشهر انسحاب في تاريخ الرياضة المصرية الجزائرية فكان فى أواخر السبعينيات من القرن الماضي وخلال دوره الالعاب الافريقية التي استضافتها الجزائر عام 1978 عندما حدثت مشاجرة بين المنتخبين المصري والليبي لكره القدم وكانت العلاقات مقطوعة بين الدولتين ومصر بسبب مبادرة السلام التي قام بها الرئيس السادات فقامت الجماهير الجزائرية وبعض رجال الشرطة بالاعتداء على لاعبي مصر بمجرد أن أحرز محمود الخواجة لاعب مصر هدفاً في المرمى الليبي ما دفع الرئيس الراحل انور السادات إلى اصدار قرار بسحب البعثة المصرية وعدم اكمال الدورة وارسل طائرة خاصة أعادت جميع افراد البعثة وفي مختلف المناشط من الجزائر الى القاهرة.
كما انسحبت مصر من نهائيات كاس الأمم الإفريقية بالجزائر عام 1990 على مستوى المنتخب الأول وشاركت بمنتخب الشباب بعد فوز مصر على الجزائر وتأهلها لكاس العالم بإيطاليا ووجد محمود الجوهري أن الاجواء في الجزائر ليست مهيأة لمشاركة المنتخب الأول وتوقع حدوث اعتداءات وشارك منتخب الشباب خوفا من عقوبات الكاف.
يخشى مراقبون أن تتطور الأمور إلى ماهو أسوأ حال حدوث أي مواجهة رياضية بين البلدين في الوقت الحالي، فيما يأمل آخرون بنجاح المبادرة الاماراتية وتهدئة الأجواء الرياضية على الأقل في الوقت الحالي ولكن تم افشال المبادرة برفضها من محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وانسحاب سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري من اجتماعات الاتحاد العربي