على الرغم من أن الأفراح التي انطلقت في الجزائر منذ ضمان الفريق التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا لم تنته حتى الآن، إلا أن العديد من الأزمات القت بظلالها على الفريق وجماهيره بسبب استعداده الضعيف لنهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق الشهر القادم في أنجولا.
وشنت وسائل الإعلام الجزائرية في الأيام الأخيرة هجوماً عنيفاً على المدرب الوطني رابح سعدان واتحاد الكرة الذي يرأسه محمد روراوة، وذلك بسبب إقامة معسكر الفريق الإعدادي للبطولة في جنوب فرنسا "البارد" جداً في هذا التوقيت من العام، وذلك على الرغم من أن البطولة تقام في أجواء دافئة جداً بأنجولا.
وعقدت صحيفة "الهداف" الجزائرية مقارنة بين فترة إعداد فريقها وتلك الخاصة بالعديد من المنتخبات الإفريقية الأخرى، خاصة فيما يتعلق بعدم إجراء "الخضر" لأي تجربة ودية قبل إنطلاق المنافسات، حيث أكدت أنه في الوقت الذي ستخوض فيه أنجولا منافستها في المجموعة الأولى خمس تجارب ودية، وتخوض مالاوي مباراتين وديتين أمام مصر ونيجيريا، وتشارك مالي في دورة ودية بقطر، تقيم الجزائر معسكراً بارداً في فرنسا لا يمت للأجواء الأنجولية بصلة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن أغلب المنتخبات اختارت دفيء إفريقيا ومناطق الخليج مثل مصر التي تعسكر في الإمارات وتونس التي ستقوم بنفس الخطوة، فيما ستجمع كوت ديفوار لاعبيها المحترفين في تنزانيا بعيداً عن الأجواء الباردة التي يلعبون بها في أوروبا، وتفعل الكاميرون نفس الشيء في كينيا.
وليست هي الأزمة الوحيدة التي تواجه "الخضر" قبل انطلاق منافسات البطولة بأيام، بل أيضاً التصريحات التي أطلقها رابح سعدان وقلل خلالها من شأن فريقه ومن أهدافه في البطولة، خاصة عندما أكد أن هدفه هو تخطي الدور الأول.
أما أكبر الأزمات التي تواجه الفريق فتتمحور حول الضجة التي أثارها لاعبو الفريق عقب إنتهاء الاتحاد الجزائري من ملف إنضمام مهدي لحسن إلى الفريق على طريقة مراد مغني وحسان يبدة بعد إقناع "الفيفا" بالسماح له باللعب لـ "الخضر" رغم مشاركته في المنتخب الفرنسي صغيراً.
وأعرب لاعبو الفريق عن إستيائهم من إنضمام لحسن لصفوف الفريق على إعتبار أنه سيأخذ مكان لاعب آخر ساهم في تأهل "الخضر" لكأس الأمم والمونديال، إلا أن سعدان واجه تلك الإنتقادات بعبارة واحدة قال خلالها "إذا كان اللاعبون يختارون التشكيلة فماذا أفعل أنا هنا."
ولم يرغب لحسن في استمرار الصراع بين الطرفين، وذلك عندما أكد لسعدان أنه لن يتمكن من المشاركة في بطولة كأس الأمم لأسباب خاصة، وهو ما تفهمه الأخير وأجل على أثره إنضمام اللاعب حتى نهائيات المونديال.
قضية لحسن وأن كانت قد إنتهت "مؤقتاً" فان توابعها ليس من المنتظر أن تنتهي قريباً، وذلك بعدما شدد سعدان لهجته في تصريحات للصحيفة نفسها اليوم، أكد خلالها أنه يحق له استدعاء من يراه مناسباً من اللاعبين "حتى ولو كان يحمل اسماً اجنبياً أو يدين بالمسيحية".
ومن المنتظر ان تلقى تلك التصريحات صدى واسعاً في وسائل الإعلام الجزائرية خلال الأيام القادمة، ذلك أنها تحمل مطالبة من المدرب للجماهير واللاعبين والمسئوليين بعدم خلط كرة القدم بأمور أخرى، وهو ما أكده المدرب بقوله "المهم أن يدافع اللاعب عن قميص الفريق بنية صادقة".
وتلعب الجزائر التي ضمنت الظهور في أول مونديال تستضيفه القارة السمراء على حساب المنتخب المصري، في بطولة كأس الأمم ضمن المجموعة الأولى إلى جانب مالاوي وأنجولا ومالي.